تم فتح التسجيل للجادين فقط التسجيل في المنتدي حتي اشعار اخر واي عضو يخالف تعليمات ادارة الاشرف يتم الحزف من المنتدي


منتديات ثري جي شيرنج  
العودة   منتديات ثري جي شيرنج > المنتدي الاسلامي > المنتدي الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة
المنتدي الاسلامي العام ( )


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم منذ أسبوع واحد
الصورة الرمزية محمود الاسكندرني
محمود الاسكندرني محمود الاسكندرني متواجد حالياً
مشرف القسم الاسلامي
 
تاريخ التسجيل: 19 - 7 - 2023
المشاركات: 218
افتراضي التوبة فلها ثلاثة شروط




التوبة واجبة من كل ذنب، فإن كانت المعصية بين العبد وبين الله تعالى لا تتعلق بحق آدمي فلها ثلاثة شروط:

أحدها: أن يقلع عن المعصية
والثاني: أن يندم على فعلها
والثالث: أن يعزم أن لا يعود إليها أبداً،

فإن فقد أحد الثلاثة لم تصح التوبة.
هذه الشروط الثلاثة:

الأول: الإقلاع عن المعصية، ما هي المعصية التي يحتاج أن يقلع عنها؟ قد يقول الإنسان: إنه تائب إلى الله -تبارك وتعالى- من سماع المعازف، أو من لبس الحرير، أو من لبس الذهب، أو من البقاء في أماكن لا يجوز له البقاء فيها، أماكن للمنكر كان يشهدها ويحضرها، فالشرط الأول: أن يقلع عن المعصية، أي: لابد أن يفارق هذا المكان الذي لا يجوز له البقاء فيه، كأن يجلس الإنسان في مرقص، أو في محل فيه معازف، أو في خمارة، أوفي أماكن فساد، شر، اختلاط، هو يواقعها، والتوبة تقتضي أن يفارقها، وأن يبتعد عنها، وأن ينفك من هذا الذنب، هذا الشرط الأول، فلا يبقى ملابساً له بحال من الأحوال.

الثاني: الندم، أن يندم على هذا الفعل، وهنا سؤال معروف وهو أن الندم أمر يتعلق بالقلب، يتسلل إليه من غير إرادة، بمعنى: أن الإنسان أحياناً يحاول أن لا يندم على الشيء ومع ذلك يندم، وقد يريد الندم ولكنه لا يستطيع، أحياناً الإنسان يخسر في تجارته، في بيعه، في شرائه فيندم، ويحاول أن يدفع الندم ولا يستطيع، وأحياناً يكون الإنسان فعل معصية في شيء يحبه، وتقبل نفسه عليه، فيحاول أن يندم عليه، فكلما تذكر شعر بلذة، فكيف يندم هذا؟ نقول: لابد من الندم، وقد ذكرت فيه قاعدة في بعض المناسبات وهي: أن خطاب الشارع إذا توجه إلى المكلف في أمر لا يقدر عليه فإنه ينصرف إما إلى سببه وإما إلى أثره، ففي هذا المثال خطاب الشارع فيه لابد من الندم.

يقول: أنا لا أستطيع أن أدخل الندم إلى قلبي، أريد أن أندم فما العمل؟ نقول له: اتجه، خطاب الشارع لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا [البقرة:286]، إِلَّا مَا آتَاهَا [الطلاق:7]، فالله لم يكلفنا ما لا نطيق، فالخطاب يتوجه إلى السبب، وهو هنا: أن يتذكر أنه عصى الله، وأن الله يراه، وأن الملك كتب ذلك، وأنه سيجده في سجلاته، وأن يتذكر عظمة الله تبارك وتعالى، وجرأته عليه، وما إلى ذلك من العذاب الذي أعده الله تبارك وتعالى لمن عصاه، فإنه إذا تذكر ذلك ندم، ويمكن أن نذكر أمثلة واقعية عادية في شيء يلتذ به الإنسان، فإذا تذكر معنىً آخر تحولت هذه اللذة إلى ألم، فالإنسان الذي يفجر ولربما يعاشر امرأة بالحرام، أو يزاول شهوة من الشهوات بالحرام لو قيل له: أين أنت؟ الكاميرا فوق رأسك، والناس يشاهدون كل ما فعلته، ما الذي يحصل له؟ بلحظة واحدة يتغشاه من الغم، والهم، والألم، والحسرات ما لا يقادر قدره، كان في مكان أو في مصعد، فوافقته امرأة، أو نحو ذلك فقبّلها وهو يظن أن هذه الكاميرا عبارة عن إضاءة إذا انقطع التيار الكهربائي تضيء، فلو قيل له: إن الذي يشاهدك أبوك، أهلك كلهم ينظرون إليك، ما الذي يحصل لهذا الإنسان؟

وهذا آخر يزاول شيئاً محرماً، يفعل شيئاً محرماً، يستخفي به، ذهب إلى مكان، وجلس يتكلم بأمور حرام، ويتكلم مع امرأة بفحش وقبح، ويتصل بها ويكلمها في أمور لا تليق، فقيل له: كل الكلام الذي حصل مسجل، ما الذي يحصل له؟ يغشاه من الغم ما الله به عليم، يسود وجه، فأي الأمرين أعظم نظر الله إلى العبد أو نظر هؤلاء المخلوقين؟ نظر الله تبارك وتعالى أعظم، وكان ينبغي أن يستحيي منه، كيف والملك ينظر ويكتب، والجوارح ستنطق، يقال لها: هذا فلان عمل كذا وكذا، فيجيب: لا، أنا ما عملت ذلك، فيُختم على فيه، وتنطق جوارحه الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ [يس:65].

فإذا تذكر الإنسان هذه المعاني، وأنه عصى ربه، وتجرأ عليه يندم ولابد، ولذلك القلب إذا كان حيًّا فإن العبد إذا فعل المعصية ندم، فإذا مات القلب لم يتحرك، وهذا معيار في حياة القلب وموته؛ ولهذا قال الله تبارك وتعالى: إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ [الأعراف:201] فيتأثر مباشرة، لماذا فعلتُ هذا؟ وتذهب عنه الحجب، حجب الشهوة، حجب الغفلة، إذا كان من الأمور الغضبية يذهب عنه حجاب الغضب، وعند ذلك يفيق ويعرف أنه كان مضيعاً مفرطاً مجترئاً على ربه -تبارك وتعالى-، هذا ما يتعلق بالندم.

الثالث: العزم أن لا يعود إليها أبداً، بمعنى أنه لا يقول: أنا تائب بلسانه فقط، وهو ينوي الرجوع، فهذا كاذب في توبته، فلو كان متردداً أو غير جازم ويقول: أنا لن أرجع، وفي نفسه لو حصلت له فرصة أخرى رجع، أو في نفسه يقول: أحاول أن لا أرجع فهذه ليست توبة، هذه يسمونها توبة الكذابين، فلابد من العزم المصمم على عدم الرجوع، هذه ثلاثة شروط في كل الذنوب المتعلقة بحق الله تبارك وتعالى.

هناك شرط آخر إن كانت المعصية تتعلق بحق المخلوق كما ذكر النووي -رحمه الله-، إن كانت تتعلق بحق آدمي فشروطها أربعة: هذه الثلاثة، وأن يبرأ من حق صاحبها، وكيف يبرأ منه؟ إن كانت مالاً أو نحوه رده إليه، هذا شرط زائد على الإقلاع، والندم، والعزم أن لا يعود.

قد يغصب الإنسان أرضاً، أو مالاً، أو يسرق من إنسان، فهذه معصية لا يكفي فيها الندم، والإقلاع، والعزم أن لا يعود، بل لابد أن يُرجع لكل إنسان مظلمته، وحقه، فإن كانت عيناً من الأعيان ردها إليه، وإن كانت من الحقوق المعنوية كأن يكون هذا الإنسان وقع في عرضه، قذفه، أو اغتابه، فالقذف أن يمكنه من ذلك، بمعنى: أن يمكنه من إقامة الحد عليه أو أن يعفو عنه؛ لأن هذا القذف وإن لم يطالب به الإنسان في الدنيا فإنه لا يعني أن تبرأ ذمته يوم القيامة.

وإن كانت غيبة أو نحو ذلك فهل يتحلل منه بالغيبة أو لا؟ هذا فيه تفصيل: فإذا كان في ذكره ذلك له يزيد في إيغار الصدور، ويولد العداوات، والشحناء، والقطيعة فإن الشريعة لم تأت بهذا، الشريعة جاءت بالأمر بالاجتماع، والتحاب، والتواد، ونبذ كل ما يؤدي إلى الشر، والفرقة بين المسلمين، وإن كان يقبل منه أن يقول له: أنا اغتبتك فسامحني، وحللني، فيجب عليه أن يقول له ذلك، وتبرأ ذمته، وإن كان يغلب على ظنه أنه سيؤدي ذلك إلى عداوة وشر فلا يقول له شيئاً، فما الذي يفعله؟ يذكره في المجالس التي ذكره فيها بالسوء، يذكره بالخير، ويدعو له، ويتصدق عنه، وهنا تساؤل: ما حاجة الإنسان في أن يغتاب الناس حتى يضطر أن يذكرهم في مجالس بالخير، ويضطر أن يتصدق عنهم، ويضطر أن يدعو لهم، كان الواجب عليه أن يمسك لسانه ويرتاح، فالأمر ليس بالسهل، والغيبة من الكبائر، هذا إذا كانت غيبة فيها هذا التفصيل على الراجح، وهو الذي اختاره النووي -رحمه الله-، وذكرت هذا المعنى في الأعمال القلبية، في التوبة.

قال تعالى: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور:31]، يجب على الإنسان أن يتوب من جميع الذنوب والمعاصي ولا يجزِّئ ذلك، لكن لو تاب من ذنب واحد وعليه ذنوب متعددة فالراجح أن التوبة تكون صحيحة، يعني هذا الإنسان تاب من الغيبة، لكن بقي عنده أعمال أخرى محرمة فإن توبته صحيحة إذا استوفت الشروط، فتتجزأ التوبة، لكن يبقى أن الأصل والأفضل والأكمل بل الواجب أن يتوب من جميع الذنوب.

قوله تعالى: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا هذا أمر، والأمر للوجوب أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ أي: من أجل أن تفلحوا، فعلق الفلاح -وهو تحصيل المطلوب والنجاة من المرهوب- بالتوبة، فمن أراد الفلاح فعليه أن يتوب، والله تبارك وتعالى فضله واسع، أي أن المخلوق ربما تسيء إليه، أو تخطئ، أو يتوهم أنك أخطأت، أو قصرت، ثم بعد ذلك يبقى هذا الخطأ يلاحقك عنده إلى قيام الساعة، لكن الله تبارك وتعالى إذا تاب العبد إليه فرح بتوبته، وأقبل عليه واجتباه.
لفضيلة الشيخ : د / خالد بن عثمان السبت



التوقيع

https://www.masrsatlinux.com/vb/image.php?type=sigpi  c&userid=511&datelin  e=1615398246

رد مع اقتباس
  #2  
قديم منذ أسبوع واحد
الصورة الرمزية ۩◄عبد العزيز شلبى►۩
۩◄عبد العزيز شلبى►۩ ۩◄عبد العزيز شلبى►۩ متواجد حالياً
مراقب أقسام الفلاشات
 
تاريخ التسجيل: 25 - 7 - 2015
المشاركات: 11,808
افتراضي رد: التوبة فلها ثلاثة شروط

بــــــــــ الله فيك ـــــــــارك
وجزاك الله كل خير

التوقيع




رد مع اقتباس
  #3  
قديم منذ أسبوع واحد
اسلا م محمد اسلا م محمد متواجد حالياً
مشرف قسم القنوات والترددات

 
تاريخ التسجيل: 16 - 7 - 2023
المشاركات: 1,789
افتراضي رد: التوبة فلها ثلاثة شروط

بــــــــــ الله فيك ـــــــــارك
وجزاك الله كل خير
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الإكثار من التوبة والإستغفار محمود الاسكندرني المنتدي الاسلامي العام 2 21 - 6 - 2024 10:59 PM
ما هي علامات قبول التوبة؟ ابو ساره المنتدي الاسلامي العام 4 7 - 4 - 2024 1:31 AM
ايها المريد2- مشاهدة الحلقة 7 العقبة الثانية التوبة – شروط التوبة محب الحبيب المنتدي الاسلامي العام 0 13 - 6 - 2016 10:56 PM
كيف أثبت على التوبة؟ ابو ساره المنتدي الاسلامي العام 1 23 - 12 - 2015 1:56 AM
إبليس، عدو التوبة اكرامى حمامة المنتدي الاسلامي العام 2 16 - 7 - 2014 12:02 PM


الساعة الآن 4:54 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
( Developed and programmed by engineer ( Abu Maryam Sat